العاصمـة ُ الأردنيــة ُ
مـقــدمــة
تعاقبت على عمـّـان حقب ٌ تاريخية طويلة ٌ إبتدأت من العصر الحجـري ( 8000
ق . م ) عبرالعصر النحاسي( 4500 ق.م ) والعصرالبرونزي(3200 ق .م ) والعصر
الحديدي ( 1200 ق . م ) وقد شهدت الأردن في العصر الحديدي(1200 ق.م ــ500
ق.م ) تقسيمـه إلى ثلاث دويلات ٍ : جلعاد في الشمال و عمون في الوسط ومؤاب
وآدوم في الجنوب ، ولذا فقد تعرضت عمان إلى ثقافات ٍ وحضارات ٍ متعددة ٍ
ومتنوعة ٍ ، مازالت آثارها باقية في عدة مناطق من عمان وماحولها ، هي من
نتاج تلك الأمم والشعوب التي عاشت في يوم ٍ ما في هذه المنطقــة . وتشير
الدراسات والحفريات والدلائل التاريخية والأثرية كالكهوف والبيوت والأدوات
الصوانية والأبراج والأعمدة والقصور والنقوش والمدرجات والكنائس والمساجد
والقبور والنقود والعملات والفخاريات والمنحوتات والتماثيل ؛ أن عمان
وماحولها كانت مأهولة بالسكان منذ 8000 سنة قبل الميلاد ، وان الأبنية
التي أنشأت فيما بعد ، تعود إلى 4500 سنة قبل الميلاد ، وتشير أيضاً إلى
أن عمون قد أعيد بناؤها في القرن الثالث عشر ق . م عند دخولها تحت سيطرة
الإمبراطورية الإغريقية . وبالتالي فقد لعبت عمان دورها التاريخي عبر هذه
الحقب المتلاحقة والمتداخلة ، فكان لها مكانتها التاريخية المجيدة .
العمـونييـون
ورد ذكر " ربة عمـون " لأول مرة ٍ في التوراة وفي سفر التثنية ً، حيث ورد
النص " أن السرير الحديدي لــ ( عـوج ) ملك باشان موجود في ربة عمـّـون "
كما ورد ذكرها ، ايضا ً ، في الإصحاح الحادي عشر أن :" ناحاش ملك عمـون (
1050 ق .م ) قام بهجوم على جلعاد ..... و"
وقامت إحدى القبائل العربية ،التي هاجرت إلى المنطقـة، بالسيطرة عليها و
قاموا في عام 1200 ق . م ببناء دولة لهم متخذين عاصمة لهم أطلقوا عليها
إسم " ربة عمـون " ، ثم توسعو في مملكتهم، في القرن الحادي عشر قبل
الميلاد، حتى وصلت تخوم الصحراء شرقا ً، ونهر الموجب( آرنون ) جنوبا َ،
ونهر الزرقاء( زارـ كي ) شمالا، ونهر الأردن غربا ًً، ثم إنضم العمونيون
إلى الحلف الآرامي مع المؤابيين والآدوميين لمقاومة الآشوريين ، إلا أن
الملك الآشوري تمكن من إحتلال أراضي مملكة العمونيين ، إضافة إلى مملكة
مؤاب وأدوم ، فأصبحت هذه الدويلات تحت سيطرة الإمبراطورية الآشورية وذلك
في منتصف القرن الثامن قبل الميلاد .
الآشـوريون
لم تقف عمـون بوجـه الآشوريين ، في بداية الأمر ،ولكن العمونيين ظلوا في
مقاومة مستمرة ضد البابليين أثرت سلبيا ًعلى الوضع الإقتصادي ،كما أن
البابليين إستمروا في هجومهم على الأجزاء الجنوبية من الإمبراطورية
الآشورية ، في عهد الملك نبوخذ نصـر ، واستطاعوا السيطرة عليها ، وانضم
العمونييون إلى الحلف الآرامي لمقاومة النفوذ الآشوري في بداية القرن
التاسع قبل الميلاد ، ولكن الآشوريين إستطاعــــــــــــوا إحتلال
مملكــــة العمــونيين ، وقرر الملك الآشـــــوري " سنحاريب " منح عمون
الإستقلا الذاتي ، وكان للسيطرة الأشورية أثر في إستتباب الأمن مما مكن
العمونييون من السيطرة على جزء ٍ كبير ٍ من طرق القوافل التجارية .
البابليـون
في عام 612 ق. م ، ورث البابليون أملاك الآشوريين في آسيا ، ثم في عام 590
ق . م قام ملك مصر بغزو بلاد الشام وهي فلسطين وشرقي الأردن ، ثم قام
نبوخذ نصر ملك البابليين آنذاك في عام 586 ق . م ، بسبي أهالي أورشليم
وأعاد البلاد إلى سلطانـه .